مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة يثري مهارات 27 موظّفًا بأصول الكتابة الصّحيحة والاحترافيّة

الشّارقة، 30 مايو 2025

في إطار جهودهما المشتركة لتعزيز الكفاءة اللّغويّة لدى موظَّفي الجهات الحكوميّة، نظّمَ مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، بالتّعاون مع دائرة الموارد البشريّة بالشّارقة، دورة تدريبيّة متخصّصة بعنوان: “الأخطاء اللّغويّة الشّائعة”، حضرها 27 موظّفًا من 10 دوائر ومؤسَّسات حكوميّة في الإمارة.

وهدفت الدّورة، الّتي قدَّمها الدّكتور بهاء الدّين عادل دَنْديس، خبير الدّراسات والبحوث في مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، إلى رفْع مستوى الوعْي باللّغة العربيّة والأساليب الفصيحة، وتصحيح المفاهيم الشّائعة، وتقديم قواعد علميّة وتطبيقات عمَليّة لتفادي الأخطاء الشّائعة في الكتابة الرّسميّة والإداريّة.

واستعرضَت الدّورة أهمّ القواعد الإملائيّة والنّحويّة الّتي يقع فيها الكُتّاب والموظَّفون، مثل: التّمييز بين “أل الشّمسيّة” و”أل القمَريّة”، وقواعد كتابة التّاء المربوطة والمفتوحة، واستخدام همزَتَي الوَصْل والقَطْع، إلى جانب ضوابط كتابة الهمزات المتوسِّطة والمتَطرِّفة، ومواضع زيادة بعض الحروف أو حذفها، مثل: “ابن” و”اسم”، فضلًا عن توظيف علامات التّرقيم بشكل دقيق وسليم في المراسلات الرّسميّة.

قوّة إقناع وجماليّات تعبير

وفي تعليقه على الدّورة التّدريبيّة، قال الدّكتور امحمّد صافي المستغانميّ، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة: “تمنح اللّغةُ العربيّة السّليمة الرّسالةَ قوَّةً في الإقناع، وتضْفي عليها جمالًا في التّعبير؛ فهي أداة لبناء المعنى وصناعة الأثَر. ومن هذا المنطلَق، ينظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة هذه الدّورات التّدريبيّة امتدادًا لرسالة الشّارقة في حفظ العربيّة، وصون تراثها، وتعزيز حضورها في مختلِف ميادين العمل والمعرفة”.

وأضاف المستغانميّ: “يشكِّل مجتمَع الموظّفين ركيزةً أساسيّة في المنظومة المؤسَّسيّة، والمراسلات الرّسميّة الّتي ينجزها الموظَّفون يوميًّا تعبِّر عن صورة الجهَة، ومقدار إتقان اللّغة فيها يعكس مستوى الوعْي والثّقافة والمسؤوليّة. ومن هُنا، نسعى في المجمع إلى تمكين الكوادر الحكوميّة من أدوات التّعبير السّليم؛ حتّى تكون الكلمة وافيَة بالمعنى، رصينةً في البناء، بعيدةً عن اللَّحن والخطأ”.

مسؤوليّة مهنيّة وثقافيّة

وركّزت الدّورة على معالجة الأخطاء اللّغويّة بوصْفِها مسؤوليّة مهنيّة وثقافيّة، لا سيّما في بيئة العمل الحكوميّ الّتي تتطلَّب التّواصل الدّقيق والرّسميّ. كما أتاحَت الدّورة للمشاركين فرصة التَّطبيق العمَليّ والمراجعة التّفصيليّة للعديد من النّماذج؛ ممّا عزّزَ من قدرتهم على التّمييز بين الصّحيح والخطأ في اللّغة، وأسهمَ في تحسين أدائهم الكتابيّ، الأمر الّذي ينعكس إيجابًا على جودة المراسلات والتّقارير الرّسميّة في مؤسَّساتهم.

وعبّر المشاركون عن تقديرهم لمستوى الدّورة، وما تضمّنته من معلومات دقيقة وأمثلة تطبيقيّة أسهمَت في تصحيح الكثير من المفاهيم الشّائعة حول الكتابة باللّغة العربيّة، كما أشادوا بطريقة العرْض الّتي اتَّسمت بالوضوح والسّلاسة؛ ممّا ساعدَهم على استيعاب القواعد الإملائيّة والنّحْويّة بأسلوب عمَليّ يمكنُ توظيفُه مباشرة في بيئة العمل.

وفي هذا السّياق، قال سالم مهير عليّ، من قسم الأمْن في بلديّة البطائح: “تمثِّل هذه الدّورات خطوة مهمّة في تطوير أدائنا المهنيّ؛ لأنّها تعزّزُ من قدراتنا اللّغويّة، وتساعدنا على التّعبير بشكل أدقّ وأكثر احترافيّة. نشكر القائمين على هذه المبادرة الّتي تعكس حرص الجهات المعنيّة على الارتقاء بمستوى الموظَّف الحكوميّ”.

Leave a Comment